الأحد، 11 أغسطس 2013

وائل حسن يكتب :رابعة العدوية و أزمة الانقسام :


في البداية أحب أن أنوه أن إعتصام رابعة لا يمكن ات نطلق عليه بأي حال من الاحوال انه إعتصام سلمي. قارن بين ما يقوم به المعتصمون في رابعة و بين افعال اي معتصمين آخرين منذ بداية ثورة يناير و حتي يومنا هذا . لكن ليس هذا موضوع النقاش. اعتصام رابعة يمثل أزمة حقيقية ، و لكن ليس للنظام ، فرغم كل ما يقال ، لا يمثل هذا الاعتصام العائق المنيع امام تقدم البلاد في اقرار الحياة السياسية ، كما ان اخلائه ليس هو المهمة المستحيلة لقوات الامن. بل هو أزمة حقيقية لجماعة الاخوان . قيادات الاخوان تقوم بكل الافعال التي من شأنها استفزاز الرأي العام و الشارع المصري قبل الجيش و الشرطة. تتمني هذه القيادات كل لحظة أن تقتحم قوات الأمن هذا الاعتصام . فالاقتحام يعني ضحايا و دماء ، و الدماء تعني قلوب تأسي لحال المعتصمين ، أي ظهير شعبي يحتضن أفراد هذه الجماعة المنبوذة التي لم يعد لها مكان بين مجتمع لفظهم بعد عام من الحكم و ثلاثة أعوام من الكذب و الخداع و التكالب علي السلطة.قيادات لا تأخذهم شفقة بمن سيموت و من سيتيتم و من سيترمل، فهم لن يفقدوا اي من رجالهم ، ولعل حادث الحرس الجمهوري و الذي لم يقتل به اي فرد منتمي للجماعة هو خير دليل علي ذلك.و الامن المصري لن يعطيهم أبدا ما يتمنوه ، فما يقوم به الامن الان كفيل بانهاء هذا الاعتصام بمرور الوقت. الأزمة الحقيقية في مصر الان هي أزمة الانقسام بين أفراد المجتمع، انقسام داخل كل منزل حتي صار بين أفراد الاسرة الواحدة. إنقسام بين كاره للجيش و محب للاخوان أو العكس أو كاره للاثنين معا. الاحداث الجارية كما تقدمها وسائل الاعلام ، طازجة و ملتهبة بدافع زيادة المشاهدة و تحقيق ارباح أو بدافع الدعاية لطرف ضد الاخر ، هذه الدعاية تقصي نظر المشاهد عن التفكير المنطقي ، تحوله الي فرد متعصب ،يلهث خلف أي خبر يدعم رأيه و مقاتلا اي رأي معارض لرأيه ، غير واعي انه اداة طيعة في يد نجسة خسيسة تدمر الوطن. يظهر هذا جليا في اللغط الاعلامي حول ما حدث في رفح. التناحر بين القنوات الاعلامية عمي الابصار و طمس العقول عن ما يحدث فعلا، ما هذا الذي يحدث في سيناء؟ من هؤلاء؟ من أمدهم بهذا السلاح المتطور؟ من دربهم علي استخدامه؟ ثم ما الهدف من هذا؟ هل هي مقاومة الاحتلال؟ ام توريط البلادفي صراع مع اسرائيل في وقت يتداعي فيه الترابط بين فئات الشعب. ليست مقاومة يا سادة، اين كانت هذه المقاومة في السنة و النصف الماضيين؟ هل هؤلاء المرتزقة هم من سينهي الاحتلال ،حتي و لو امتلكوا بعض الصواريخ المتطورة؟ من يفعل هذا يريد توريط مصر في صراع مع اسرائيل ، و هو نفسه من يظهر علينا في بعض القنوات منددا بالجيش المصري الذي سمح للعدو باختراق المجال الجوي المصري. هؤلاء الانجاس جند الدجال ، يعلمون حق العلم بان اباطيلهم ستجد من يروج لها من بين محب للاختلاف او محب للظهور او محب للمال او بعض ممن عمي الله تعالي بصيرتهم . افيقوا يا مصريين، الجيش مصري و انت مصري ، الجيش هو ابنائنا و اخوتنا و آبائنا. هؤلاء الرجال كانوا يتساقطون شهداء خلال شهر رمضان لحماية حدود الوطن في نفس الوقت الذي كنت تجلس فيه في منزلك هاربا من شدة الحرارة بل و ملقي اذنا مصغية لمن يسب و يلعن هؤلاء الابطال. يا سادة ، من يكره الجيش المصري هو عدوك و عدو المصريين. عندما يصدر خبران متضادان ، المنطق و الوعي و حب الوطن يجعلني اعتقد ما يقوله رجال الجيش ، نابذا غيره من الاراء. عندما اسمع خبر يخيفني علي نفسي و اهلي و بلدي و ديني، انتظر ايضاح من جيش بلدي لكي اطمئن. أخيرا ، الي كل شيطان داعي للفتنة ، يلصق الاتهامات لرجال الجيش أقول، خبرتهم رجالا يخشون الا الله و يواجهون الموت بصدور عارية لحماية بلدهم و خبرتك جبانا تختبيء خلف منبر كاذب ، موله حزب الشيطان ، و فمك يقطر الاباطيل . لا ابالي بما تقوله ، بل لا ابالي بما سيكون من امرك ، فانا اعلم علم اليقين ان في حالة الخطر ، رجال الجيش هم من سيحميني في حين تلحق انت باخوانك الفئران.
-->

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق