الثلاثاء، 23 يوليو 2013

الولايات المتحدة الأمريكية تضع خططاً جديدة للتدخل العسكري في سورية

نقلا عن صوت روسيا
حوار مع الخبير العسكري والإستراتيجي الدكتور سليم حربا
أجرى الحوار : نواف ابراهيم
نص الحوار:
سؤال: الخبير العسكري والإستراتيجي الدكتور سليم حربا أهلا ومرحبا بكم، الجنرال مارتن ديفسي قائد الأركان المشتركة للجبش الأمريكي في رسالة وجهها إلى الكونغرس الأمريكي حدد مختلف الخيارات الواردة للقيام بتدخل عسكري في سوريا وهناك خطة مؤلفة من خمسة سيناريوهات مختلفة تتراوح بين تقييم المعلومات والتدريب واستخدام الأسلحة ونشر جنود للهجوم وطائرات وسفن حربية وإلى ما هنالك، كيف اتظرون إلى هذه الخطوة الأمريكية في ظل هذا الحراك السياسي الدولي الكبير على أبواب مؤتمر جنيف، وهناك الكثير من المحللين والمتابعين للأوضاع للشرق الأوسط وتحديدا في سوريا قد توجهوا بكلام قاسي للولايات المتحدة الأمريكية وأنهم قالوا عنها بالفعل أصبحت علنا لا تريد السلام ولا في المنطقة ولا في العالم؟
جواب: بداية دعني أقول أن كل هذه التي تفضلت وقلت أنها مفردات للتدخل العسكري من تقديم معلومات ورصد وتقديم كل ما تتطلبه العصابات الإرهابية من معلومات تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية إضافة للسلاح النوعي بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر من خلال الأطراف، أي بمعنى الولايات المتحدة الأمريكية تنفذ كل شيء تتطلبه العصابات الإرهابية ما عدا التدخل العسكري، والتدخل العسكري لم يكن يوما من الأيام من بداية الأزمة إلى الآن غائبا عن ذهن الولايات المتحدة الأمريكية وهو خيار مطروح على الطاولة من بداية الأزمة، لكن انكفاء تنفيذه جاء لأسباب ذاتية سورية وأسباب موضوعية واسباب ذاتية أمريكية وأسباب موضوعية.
الأسباب الذاتية السورية حقيقة هي قدرة الجيش العربي السوري على إمكانية الصد الواثق والرد المزلزل على اتجاهات العدوان وعلى احنكالات استخدام العدوان سواء من البر أو البحر، وبالتالي أيضا الإمكانيات الذاتية السورية وهي على المستوى الوطني والتفاف الشعب حول جيشه ووطنه تعطي هذه نقاط القوة الذاتية قوة مضافة، إضافة إلى عوامل القوة الموضوعية وخاصة التحالفات الاستراتيجية لسوريا وتحديدا مع روسيا ومع الصين ومع ايران ومع كل هذه المنظومة من الأصدقاء المتفهمين لما يجري في الداخل السوري والمتمسكين بمبدأ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ونابذين للإرهاب ورافضين للتدخل في السيادة الداخلية وانتهاك سيادة الشعوب، وبالتالي أي عبس بمنظومة الأمن السوري بمقهوم التدخل العسكري المباشر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أو الناتو سيشكل زلزالا لا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية ضبط رداته ونتائجه وربما سيتحول إلى زلزال اقليمي قد يكون دولي وبالتالي هذه ربما احدى العوامل التي أدت انحسار التدخل العسكري الأمريكي إضافة إلى عوامل ذاتبة وموضوعية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وأهم العوامل الذاتية هي أن الولايات المتحدة الأمريكية الآن تريد الانسحاب من أفغانستان وتكسرت في العراق واندحرت في العراق، وتنكمش عسكريا وأمنيا في أكثر من منطقة وتعاني أمن أزمة اقتصادية ومالية وأخلاقية وإنسانية كثيرة جدا وبالتالي هذا ربما بحسابات الولايات المتحدة الأمريكية يلجمها عن تنفيذ التدخل العسكري إضافة إلى العوامل الموضوعية أيضا أن حلف الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة في أوروبا وفي أكثر من منطقة يتفكك ويعاني أزمة مالية أيضا، وأنا أعتقد أن من أهم العوامل الموضوعية هو الثبات الاستراتيجي الروسي الرافض للتدخل العسكري وخاصة بعد ما جرى في ليبيا وما جرى سابقا في العراق، لا يمكن أن يكرر الآن وخاصة أن روسيا الآن ثابتة استراتيجيا وموقفها يلجم الولايات المتحدة الأمريكية عن التدخل عسكريا، هذه الأسباب أنا أعتقد أنها تدعو إلى التعقل وإلى الحسابات الاستراتيجية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، لكن ما نسمعه الآن حقيقة ربما يأتي في إطار تكثيف الهيستريا الإعلامية والضغط على الحالة الوطنية السورية وعلى الموقف الروسي أيضا الداعي إلى عقد المؤتمر الدولي للسلام، لأن الولايات المتحدة الأمريكية إلى هذه اللحظة كانت فاشلة بكل شيء، فاشلة في الميدان العسكري والاستثمار في الغرهاب الذي دعمته حتى الثمالة وهو الآن يحتضر أمام رجالات الجيش العربي السوري والأكثر فشلا كان في الميدان السياسي لأنه لم تستطع إنتاج هيكل سياسي تسميه المعارضة السورية يمثل حالة شعبية أو حالة وطنية سورية، وبدأت كل المشاريع التي كانت تعول عليها مثل مشروع الاخوان المسلمين والمشروع الوهابي الآن والمشروع العثماني الذي بدأ يتهاوى أي بمعنى أن الفشل في الميدان العسكري ألقى بظله على الفشل في الميدان السياسي يلقي بظلاله أيضا على عدم توفر الرغبة في الحل السياسي من قبل الولايات المتحدة الأمريكيةن لكن إذا كان هناك عقلاء في الولايات المتحدة الأمريكية واستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية، أنا أعتقد أن من البراعة الاستراتيجية أن تلتقط أمريكا اللحظة الاستراتيجية لأن كل يوم يمضي أنا أعتقد أنه يزداد صمود وثبات وانتصار السوريين وكل هذا الحلف في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية ومشروعها وتزداد خسائر الولايات المتحدة الأمريكية وتقل قرصها لأنه لن يتبقى لديها ما يمكن أن يفاجؤنا وإذا كانت تهول بمنطقة الحظر الجوي وباستخدام الناتو والصواريخ وما إلى هنالك أنا أقول هذه أحلام، ومرة اخرى فإن الولايات المتحدة الأمريكية لو كانت بحساباتها وليس لأخلاقها الذي منعها من التدخل العسكري هي الحسابات وليس الأخلاق، والحسابات المنطقية تقول أن الغلبة معنا وليس مع الولايات المتحدة الأمريكية على مستوى ذاتي وعلى مستوى موضوعي وهلى مستوى تحالفات، لذلك أنا أرى بالرغم من كل هذا السيناريو أراه سناريو إعلامي سياسي نفسي معنوي للتأثير على السيادة السورية والقرار السوري الوطني الذي يقبض على كل مفاصل الحل والربط أكثر منه واقعا أن ينفذ لا جملة ولا تفصيلا، أي بمعنى أنني عندما أقول تفصيلا يعني مفردات مثل حظر جوي وإلى ما هنالك، أنا أقول أي مقردة من هذه المقردات يعتبر عدوانا حقيقيا على العاصمة دمشق وسيرد عليه كأنه عدوانا بكل تفاصيله ومفاصلهن وأنا أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية واي أحد في هذا الكون يمكن أن ينفذ عدوانا ولكن لا يمكن أن يضبط مساره ونتائجه وخاصة أن الواقع المنطقي الآن يقول أن الغلبة معنا وليست مع الولايات المتحدة الأمريكية.
سؤال: دكتور بصريح العبارة أنت أجبت عن كل التساؤلات التي تبحث لنفسها عن أجوبة وباختصار شديد وبشكل واضح ومنطقي ولكن أريد أن أسال سؤال هنا، سوريا تعاني من الأزمة منذ عامين ونصف وهذا بصريح العبارة استنزاف كبير للدولة والاقتصاد والجيش ونحن نتابع عن كسب كل ما يجري في سوريا وع ذلك الدولة قادرة حتى الىن على الثيات وعلى تأمين كل متطلبات الحياة في البلاد وأيضا الجيش يرسم خطوط بيضاء وحمراء وصفراء كما يريد وتنفذ على اتم واكمل وجه، لكن سؤالي هنا دكتو سليم انطلاقا من خبرتكم الاستراتيجية العسكرية إلى أي مدى سوريا يمكن أن تتحمل هذا الاستنزاف؟
جواب: دائما في العرف التاريخي وكدروس مستفادة فإن الحروب العالمية الأولى والثانية، حيث أن الأولى كانت خمس سنوات والثانية كانت حوالي خمس سنوات ونصف تقريبا ست سنوات، ونحن نواجه حربا عالمية وكانت استراتيجيتنا أساسا مبنية بالأساس على مستوى البنية التنظيمية والقتالية والعقائدية وعلى المستوى العسكري لخوض حرب طويلة وخاصة مع الكيان الاسرائيلي الذي تعتمد استراتيجيته على خوض حروب خاطفة وقصيرة ونحن كنا نعتمد على خوض حروب طويلة، المجتمع السوري عموما ابدع في إدارته الاستراتيجية لهذه الحرب الكونية واستطاع على مدى أكثر من عامين أن يحقق توازنا ثباتا وصمودا وانتصارا أمام كل هذا الإرهاب والحنكة المركبة للحرب بشقها السياسي وشقها الإعلامي وشفها الاقتصادي وشقها الأمني وشقها العسكري وشقها المعلوماتي وشقها النفسي والمعنوي، واستطاع أن يحقق فعلا إعجازا وإنجازا وفي مقدمة هذا الإنجاز والإعجاز يقدمه الجيش العربي السوري في الميدان الذي استطاع أن ينسف البنية التنظيمية والقاعدية للجسد الإرهابي ويحطم عظامها ويقطع أوصاله ويجعله في حالة صرع وشلل ويحبط كل من راهن على الاستثمار والرسملة في هذا الإرهاب الذي كان ربما أقوى مما عليه بمئات الأضعاف، هذا الإرهاب الآن يحتضر ويموت سريريا أمام أنظار كل داعميه وجوقة العدوان التي بدأت تتفكك الآن والجيش العربي السوري يزداد مراسا وقوة وخبرة وعقيدة وانتماء وخبرة وإنجازا في الميدان، أي كل ساعة وكل يوم تتكدس إنجازات الجيش العربي السوري على حساب انهيار منظومة الإرهاب وما تبقى من فلول هذه العصابات الإرهابية، وبالتالي أيضا الجسد السوري يبدأ يتعافى ويزداد صحة أيضا وخاصة الحالى الشعبية والحالة السياسية الداخلية التي تلتف مع الجيش العربي السوري في مواجهة هذا الإرهاب سيما بعد أن عرف الإرهاب عن نفسه وتعرى أيضا لدى المجتمع السوري ولدى العالم كله أنه إرهاب يهدد ليس سوريا فقط بل يهدد سوريا ويهدد المنطقة ويهدد الإنسانية والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ولا ينتمي إلى الإنسانية وبالتالي يجب مواجهته وأصبح هذا الإرهاب ربما يهدد حتى الدول والأنظمة التي دعمته الآن، إذا المبادرة بيد الدولة السورية وآخر الأوراق التي حاولوا اللعب فيها وطرحها كمعركة أخيرة ولكنها خطيرة بآن معا هي المعركة الاقتصادية ومعركة الدولار ومع الليرة السورية والتي استطاعت الدولة السورية خلال وقت قصير جدا من الثبات والصمود في مواجهة هذه الهجمة وخاصة كان وراءها اي بالجرم المشهود لهذا الإرهابي اي الدولار، كان آل سعود وتحديدا هم الآن قخر صناعة الإرهاب هو إنتاج السعودية، لذلك أنا أقول أن الدولة السورية بكل تدابيرها وخاصة الحكومية والشعبية استطاعت أيضا أن تسيطر على ما كان يسمى الفورة الاقتصادية وخاصة فورة الدولار، وتقريبا يمكنني أن أقول عادت الامور إلى طبيعتها وربما الأيام والساعات القليلة ستعود إلى افضل مما كانت عليه، أي بمعنى استطعنا الصمود به والانتصار فيه على المستوى العسكري وعلى المستوى الأمني وعلى المستوى الشعبي لا يمكن أن يهزمنا أو نخسر بمعركة الاقتصاد وبمعركة لقمة المواطن ولقمة عيش المواطن، وبالتالي نحن خضنا حربا بكل أشكالها وواجهناها بكل أشكالها وصمدنا بكل أشكالها والآن ننتصر بكل أشكالها أيضا أي بمعنى باختصار شديد أن كلهذه الحرب ومفرداتها من حظر جوي وإلى ما هنالك هي هستريا واحدة ليعوضوا ما عجزوا عنه بواسطة القوة العسكرية أرادوا أن يحققوه بالحصار والاقتصادن ولكن أقول أننا نجحنا في كل اشكال خوض هذه الحرب، ونحن الآن ذاهبون إلى الخروج الآمن والمطمئن والثابت للانتصار الذي نتمناه على الأرض
-->

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق