الجمعة، 14 يونيو 2013

هل تستطيع الولايات المتحدة و كتائبها من الجيش الحر و جبهة النصرة و مفتييها من القرضاوي الى العريفي و رجالاتها الاخوانية و الوهابية مهاجمة سوريا ؟؟؟

شهد اليومين الماضيين تطوران خطيران يوحيان بأن تدخلا عسكريا أمريكيا في سوريا بات قاب قوسين أو أدنى وهما:

1- اعلان الولايات المتحدة ان النظام السوري استخدم الاسلحة الكيماوية ضد المعارضة و بشكل مؤكد.. مما يعطي الذريعة لتدخل عسكري مباشر أو لتسليح المعارضة السورية بأسلحة نوعية.

2- اعلان الولايات المتحدة عن إبقاء طائراتها المقاتلة اف 16 و بطاريات صواريخ الباتريوت في الأردن بعد انتهاء مناورات الاسد المتأهب التي حدثت منذ أيام مما يوحي و بشكل قوي الى نية الولايات المتحدة فرض منطقة حظر جوي على جنوبي سوريا تمهيدا لانشاء منطقة عازلة يتم من خلالها حشد و تجهيز قوات المعارضة السورية على نسق جيش أنطوان لحد في جنوبي لبنان و من ثم شن عمليات عسكرية بهدف اسقاط العاصمة دمشق.

شروط الحرب:

رغم خطورة التطوران السابقان ودلالاتهما على قرار امريكي بالتدخل العسكري في سوريا إلا أن شروط الحرب لم تكتمل بعد, فأي تدخل عسكري امريكي او فرض منطقة حظر جوي يعتبر اعلان حرب و لهذه الحرب شرطان يتوجب تحققهما قبل وقوعها:

1- تحضير الرأي العام الامريكي للحرب: وهو أمر غير محقق حاليا, فلا يمكن إقناع الرأي العام الامريكي بدخول حرب شرق أوسطية شاملة بناء على ادعاءات بان النظام السوري استخدم سلاحا كيماويا أدى لوفاة 150 شخص فقط !

2- التحضير اللوجستي: فإعلان الحرب على سوريا و احتمالات دخول حزب الله و قوى أخرى فيها وربما إيران يحتاج حشودا عسكرية كبيرة جدا لا يمكن إخفاؤها و بضعة الاف جنود امريكيين مرابضين بالاردن غير قادرين بالتأكيد على بدء هكذا حرب.

وهكذا نصل الى استنتاج بأنه ورغم جميع التصريحات والمؤشرات فإن تدخلا عسكريا امريكيا في سوريا غير متحقق الشروط حتى هذه اللحظة, رغم ان شروطه قد تستكمل في المستقبل الا أنها عير موجودة حاليا.

ولكن, وحتى لو تم استكمال شروط الحرب الغير متوفرة حاليا نتسائل, هل الولايات المتحدة قادرة على شن هكذا حرب ؟ وهنا علينا أن نلاحظ عدة معطيات:

1- الروس: الروس يخوضون في سوريا حربا استراتيجية للدفاع عن أمنهم القومي, ولأجل هذه الحرب قام الروس بالمراهنة بكل شيء على النظام السوري, بعلاقاتهم بدول الخليج, بخروجهم تماما من المتوسط و انتهاء مصالحهم الاستراتيجية في سوريا في حال سقوط النظام ووصول المعارضة السورية الموالية لأمريكا الى السلطة, سقوط النظام السوري يعني بالنسبة للروس سقوط أمنهم القومي فهل بعد هذا كله سيجلسون ليتفرجوا على الولايات المتحدة وهي تسقط كل رهاناتهم و أمنهم الاستراتيجي بلحظة ؟ لم يراهن الروس بكل شيء على النظام السوري لولا تأكدهم من أن الولايات المتحدة غير قادرة على التدخل العسكري أو أنهم قادرون على هزيمتها ان تدخلت.

2- ايران: تعلم ايران جيدا ان الحرب على سوريا هدفها الحقيقي هو اسقاط ايران وعزلها, ومن هذا المنطلق تعاملت ايران مع الازمة السورية وكأنها أزمة وجود ايرانية فقدمت كل ما يمكنها تقديمه, كما ان المرشد العام صرح اكثر من مرة أن ايران لن تسمح بسقوط سوريا مهما كلفها ذلك مما يعني أن أي اعتداء على سوريا هو اعلان حرب على ايران.

3- حزب الله: منذ البداية كانت الخطة الامريكية هي اسقاط سوريا وعزل ايران ومن ثم انهاء وجود حزب الله في لبنان و تدميره عبر حرب شاملة بعد اسقاط النظام و قطع شرايين امداده اللوجستي في سوريا اضافة الى تحويل سوريا بعد اسقاط النظام السوري من داعم وشريك للمقاومة الى خنجر في ظهرها عبر رجال امريكا الذين تحضرهم لاستلام السلطة في حال سقوط النظام, فالحرب بالنسبة لحزب الله وجودية ودخوله صراحة فيها من بوابة القصير هي رسالة واضحة بأن الحرب وجودية و المصير واحد واي اعتداء على سوريا سيستتبعه دخول حزب الله بشكل مباشر بهذه الحرب.

4- النظام السوري: يعلم النظام السوري اهداف الحرب العالمية عليه, ويعلم ان الاحتمالات جميعها مفتوحة, من اعلن الحرب الشاملة على الغرب هو النظام السوري قبل شهر و ليس امريكا اليوم.. حين تجاوز النظام السوري الخط الاحمر الامريكي في القصير و اتجاهه حاليا لاكتساح الخط الاحمر الامريكي في حلب هو اعلان حرب من محور المقاومة على امريكا وهذا الاعلان لم يكن ليصدر لولا توفر جميع المعطيات لدى القيادة السورية و حلفاؤها بأن امريكا عاجزة عن التحرك أو أنهم قادرين على الحاق الهزيمة بها ان تحركت.. فما حدث في القصير هو اعلان حرب سوري بعد دراسة جميع الاحتمالات ومنها التدخل العسكري الامريكي و التحضر لها.

سيناريو الحرب:

تواجه الولايات المتحدة في سوريا معضلة الحرب القذرة غير معروفة النتائج, فسوريا غير العراق و غير ليبيا.. سوريا على الحدود مع فلسطين المحتلة و الرد السوري سيكون على اسرائيل, أي ان بداية أي اعتداء على سوريا سيشعل حربا فورية مع اسرائيل وهنا علينا ملاحظة ما يلي:

1- القدرات السورية على استهداف اسرائيل بالصواريخ مدمرة لا يمكن منعها نظرا لقصر المسافة الشديد بين الحدود و المدن الفلسطينية المحتلة مما سيؤدي الى رد صاروخي عنيف من سوريا وحزب الله لا يمكن وقفه أو اسكاته وهذا أمر فشلت اسرائيل في تحقيقه خلال حرب تموز, فهل تتحمل اسرائيل والولايات المتحدة هكذا حرب مع تداعيات ونتائج لا يمكن حسابها ؟

2- الرد الايراني و احتمال دخول أطراف عديدة في الحرب كالعراق و المقاومة الفلسطينية و تحركات الشارع المقاوم العربي.

3- احراج المعارضة السورية و ميليشياتها التي ستشهد اعتداءا اسرائيليا على وطنها.

4- تحويل الرئيس الاسد الذي بذلوا كل وسعهم لتشويه صورته خلال سنتين الى بطل قومي عربي و عبد الناصر الجديد خلال عدة أيام.

5- الجبهة التي ستفتح ستمتد من ايران الى العراق الى سوريا و لبنان فهل باستطاعة الولايات المتحدة تحمل هكذا جبهة وهي التي هرولت هربا من العراق بعد تكبدها لخسائر كبيرة ؟

6- حلفاء سوريا الدوليين الذين وان لم يدخلوا بشكل مباشر في النزاع الا انهم سيؤثرون بشكل كبير في المحافل الدولية والرأي العام الدولي تأثيرا لاجما للولايات المتحدة في ظل انقسام اوربي حيال الازمة السورية.

لجميع تلك الاسباب السابقة تدرك الولايات المتحدة أن لا امكانية للتدخل العسكري في سوريا, ولا لإنشاء منطقة عازلة لان انشاءها يعتبر اعلان حرب وتنحصر خياراتها في امرين:

1- الاعتماد على الحرب النفسية لإيقاف مسلسل انتصارات الجيش العربي السوري ورسم خطوط حمر على الارض السورية عبر التصريحات و التسريبات و التهديدات.

2- تسليح المعارضة السورية وهذا لن يكون له تأثير كبير على المعركة الدائرة على الارض, فالمعارضة السورية أصلا تمتلك جميع انواع الاسلحة من مضادات دروع و صواريخ أرض جو محمولة على الكتف, ما ينقص المعارضة السورية لا يمكن للولايات المتحدة تقديمه وهو سلاح طيران اف 16 و بطاريات صواريخ باتريوت وأي سلاح أخر لن يحدث فرقا حقيقيا عدا عن تهديد الروس بتقديم اسلحة متطورة جدا للنظام السوري قد تقلب الموازين ليس في الداخل السوري فقط وانما على مستوى المنطقة في حال قامت الولايات المتحدة بتسليح المعارضة السورية.

ولذلك فإن تقييمنا للتصعيد الامريكي لا يعدو كونه حربا نفسية لوقف تقدم الجيش السوري و وقف مسلسل انتصاراته التي ستؤدي وخلال فترة قصيرة الى انهيار كامل للمعارضة السورية المسلحة و المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.
-->

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق