الخميس، 13 يونيو 2013

خالد منتصر يكتب: نحمل الخراب لمصر

وصلتنى رسالة من د. كميل صديق ساويرس من الإسكندرية، التى أتصور أنها ستكون أيقونة الثورة القادمة، سواء تحققت هذه الثورة فى 30 يونيو أم بعدها، فالإسكندرية ستعود مدينة كوزموبوليتان كما كانت دائما، تتسع لكل الأطياف وتضرب مثلاً للتنوع الغنى والاختلاف الثرى، كنزاً للتنوير وليست كهفاً للتكفير، الرسالة بعنوان نحمل الخراب لمصر اخترت منها هذه الفقرات:
«بداية لدىَّ قناعة تامة وأتصور أنها قد تكون لدى الكثيرين من أن ما حدث فى 25 يناير ستتم قريباً كتابته من جديد.. ووقتها كم ستبيّض وجوه.. وكم ستسود وجوه أخرى، سيكتشف كثيرون من حسنى النية أنهم كانوا ضحية لمؤامرة شريرة، وبقدر ما كانت عفويتهم وحسن نواياهم، بقدر ما كان هؤلاء يفتحون الأدراج ويخرجون ملفات سوداء تم الإعداد لها بعناية وبتوقيتات وتكليفات وكل منهم قام بالدور المكلف به على الوجه الأكمل والذى كان يعلمه مسبقاً.
إن فتح السجون وحرق أقسام الشرطة ومن بعدها مقار الأمن الوطنى وفى توقيتات واحدة، قد كشف لنا كم كان حجم العمل الشيطانى والذى كان يدبر له بليل لهذا الوطن، الذى كم هو عزيز وغالٍ ولكن للأسف ليس نقول على كل أبنائه إلا هؤلاء الذين لا يتورعون أن يكون الوطن لديهم (طظ فى مصر واللى فى مصر)!!
وعودة إلى عنوان كلمتنا هذه والذى يعبر عما وصلت إليه الأمور فى مصرنا الغالية، ولنا أن نتساءل عن شعارهم فى أننا نحمل الخير لمصر. ويتمثل الآن أمامنا وأمام العالم أجمع كم الخير الذى عم على البلاد وفاض أيضاً!! (أتحدث عن فيض خيرهم وليس عن سد النهضة إياه: من فضلك Don›t Mix)!!!
أخاطب هؤلاء حاملى الخير لمصر نقول لكم ونعترف بكامل إرادتنا أنكم تستحقون أن يمنحكم المجتمع وبكل جدارة درجة الدكتوراه وعنوانها «كيف تخرب وطناً» ولنا تحفظ واحد فى عدم التوصية بتبادلها مع جامعات أخرى! إنكم تتصرفون أيها السادة مع الوطن كما قال المبدع الكبير وحيد حامد كمن سرق سيارة وقام بتفكيكها وبيعها قطعة قطعة، إن خطة -ولا أقول تخطيط- تفكيك الدولة المصرية تمضى على قدم وساق.. ولهؤلاء نقول: لقد أتت لكم فرصة العمر وأنتم تدركون تماماً أنها لن تتكرر إطلاقاً، وللأسف الشديد أثبتم فشلاً ذريعاً فى كل مناحى الحياة، سياسة التكويش والتمكين لديكم هى سيدة الموقف، دخول فى مواجهة مع كل فصائل المجتمع وهيئاته التى تختلف معكم، وصولا إلى كراسى سواء نيابية أو رئاسية عن طرق عليها ألف سؤال، وبالمناسبة لقد أثبتت لجنة الانتخابات خروج بعض البطاقات وتم التعليم عليها لمرشح بعينه (أياً كان عددها) أى التزوير من المنبع ومن البديهى أن ذلك كان كافياً لإعادة تلك الانتخابات، ولكن حتى الآن لم يتم تقديم متهم واحد عن تلك الفضيحة ولو من باب ذر الرماد بالعيون، وللتذكرة أيها السادة رئيس دولة عظمى (الولايات المتحدة) نيكسون تمت الإطاحة به من فوق كرسى الرئاسة بالبيت الأبيض بسبب فضيحة «ووترجيت» والتى كانت تمثل مجرد تجسس تم حدوثه على المرشح المنافس الديمقراطى أثناء الحملة الانتخابية، ومن قبلها يوم انتخابات الإعادة خرج أحد أقطابهم مهدداً فى حالة نجاح المنافس بردود فعل دموية وكأن الانتخابات كانت بين أنا وأنا!
صدقونى يا هؤلاء إن أسوأ أعوامكم هو هذا العام والذى يمثل السقوط النهائى لكم، بعد أن تكشفت حقيقتكم وسقطت كل أقنعة الزيف وبدلاً من وقفة مع النفس صريحة تعيد لكم بعضا من الصواب المفقود، ليتكم كنتم معنا نستمع سوياً للشاعر الإيرانى سعد الشيرازى حين قال (إذا عكست المرآة قبح وجهك لا تكسر المرآة بل أصلح من وجهك).
ملحوظة نهائية: كل التحية لأبنائنا أصحاب حملة تمرد ودعونى أذكركم بكلمات الخالد غاندى لأتباعه فى دعوته السلمية فى مواجهة الآخر (فى البداية يتجاهلونك.. ثم يسخرون منك.. ثم يحاربونك.. ثم تنتصر). 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق